تماشيًا مع أهدافه لتسهيل وصول المشاريع المنزلية ومتناهية الصغر والصغيرة للتمويل، عقد برنامج تطوير إنتاجية المشاريع المتناهية الصغر والصغيرة (إقلاع) ورشتي عمل يومي 19 و20 شباط 2024 لمقدمي الخدمات المالية في الأردن بما في ذلك البنوك ومؤسسات التمويل الأصغر. تم تنظيم ورشتي العمل بالتعاون ما بين منظمة ميرسي كور - المنفذ الرئيسي لبرنامج إقلاع، ومبادرة الشرق الاوسط للاستثمار- إحدى شركاء إقلاع التنفيذين، والشركة الأردنية لضمان القروض.
تهدف المبادرة إلى استعراض الوضع الحالي للوصول إلى التمويل، وبرامج ضمان القروض، وأفضل الممارسات والتحديات والفرص التي تواجه مقدمي الخدمات المالية والمشاريع متناهية الصغر والصغيرة، من خلال عروض تقديمية وحلقات نقاشية. وبالاستفادة من منهجيته المبنية على البحث العلمي، شارك برنامج إقلاع مجموعة من النتائج والتوصيات المستخلصة من جهوده البحثية، مقدمًا وصفًا لوضع المشاريع المتناهية الصغر والصغيرة بما يختص بقدرتها على الوصول إلى الأموال عالميًا ومحليًا، مع التركيز على القروض، باعتباره تحديًا مشتركًا يواجه المشاريع المتناهية الصغر والصغيرة ومقدمي الخدمات المالية في الأردن.
وكشفت الدراسات التي أجراها شركاء برنامج إقلاع التنفيذيين وهم مبادرة الشرق الاوسط للاستثمار ودالبيرغ، ترددًا ملحوظًا لدى البنوك تجاه إقراض المشاريع المتناهية الصغر والصغيرة بسبب المخاطر العالية المنسوبة إليهم. يضاف إلى ذلك تحديات أخرى من حيث عدم قدرة هذه المشاريع على توفير الضمانات، ومحدودية الثقافة المالية، والاعتبارات الدينية لدى بعض المشاريع المتناهية الصغر والصغيرة. علاوة على ذلك، فإن القضايا المتعلقة بإجراءات تنفيذ العقود، وتسوية حالات الإعسار والتعثر، وسوء مسك الدفاتر لدى المشاريع المتناهية الصغر والصغيرة تزيد من تلك التحديات.
وحول مساهمة الشركة الأردنية لضمان القروض في التعامل مع التحديات التي تواجه المؤسسات الصغرى والصغيرة والمتوسطة، أشار د. محمد الجعفري، مدير عام الشركة، الى أن تعامل الشركة مع البنوك ومؤسسات التمويل الأصغر يتيح الفرصة لبحث ومراجعة وتطوير برامج الضمان التي توفرها الشركة وتوضيح دورها في تعزيز تمويل المؤسسات الصغرى والصغيرة والمتوسطة وتمكينها من الوصول إلى التمويل بشكل أفضل، وان عقد الجلسات الحوارية ضمن برنامج إقلاع وبالتعاون مع ميرسي كور ومبادرة الشرق الأوسط للاستثمار سيمكن الشركة من تقديم وعرض برامج الشركة المختلفة. وأضاف: "إن برامج ضمان القروض هي الأداة الآمنة واللازمة لتسهيل تمويل الشركات الصغرى والصغيرة والمتوسطة ، حيث تسعى الشركة إلى مواصلة توسيع فرص التمويل للشركات من خلال تقديم ضمانات إضافية ضمن برامجها القائمة وكذلك استحداث برامج جديدة تخدم الاقتصاد الوطني والمشاريع الناشئة والريادية في المملكة، وبما يسهم في تعزيز جهود الأردن في الحد من الفقر والبطالة".
وتعليقًا على وصول المشاريع المتناهية الصغر والصغيرة في الأردن إلى التمويل، قال ليث القاسم، مدير برنامج إقلاع: "على الرغم من وجود نظام مصرفي قوي والتزايد في عدد أصحاب رأس المال الاستثماري الجريء، تواجه المشاريع المتناهية الصغر والصغيرة عقبات كبيرة في تأمين رأس المال. فبالكاد تشكل قروض البنوك التجارية المقدمة لهذه المشاريع ما نسبته 3% من إجمالي القروض التجارية، ويرجع ذلك عادة إلى المخاطر العالية المنسوبة إلى المشاريع المتناهية الصغر والصغيرة من قبل مقدمي الخدمات المالية. وقد يشكل هذا النهج من قبل البنوك فرصة ضائعة لتنويع المخاطر".
ومن خلال الفهم العميق للتحديات التي تواجهها هذه الفئة، يسعى برنامج إقلاع من خلال برامجه ومبادراته إلى تجسير الفجوة بين المشاريع المتناهية الصغر والصغيرة ومقدمي الخدمات المالية في الأردن".
وأضاف القاسم: "الهدف من هاتين الورشتين هو تسليط الضوء على التحديات التي تواجه المشاريع المتناهية الصغر والصغيرة في الحصول على التمويل وفهمها بشكل أفضل وتحديد كيفية التخفيف من هذه التحديات وأنواع الفرص التي يمكن أن تنشأ. ويسرنا بشكل خاص التعاون مع الشركة الأردنية لضمان القروض الرائدة في هذا المجال في الأردن، حيث نهدف معًا إلى تسهيل الحوار وتوفير خطط ضمان للقروض تلبي احتياجات المشاريع المتناهية الصغر والصغيرة على وجه التحديد".
يهدف برنامج تطوير إنتاجية المشاريع المتناهية الصغر والصغيرة (إقلاع)، الذي ابتدأ في أيار 2022 ومدته خمس سنوات، إلى دعم المشاريع المنزلية والمؤسسات المتناهية الصغر والصغيرة في الأردن، لتنمو وتتطور وتصبح قادرة على الصمود في وجه الصدمات المستقبلية. ويقوم نهج البرنامج على البحث في سبل جديدة لممارسة الأعمال وتحسين الوصول إلى التمويل والأسواق والخدمات. ويركز البرنامج على أربع قطاعات أساسية هي: الزراعة، والضيافة والسياحة، والتصنيع، والخدمات، مع التركيز على تطوير التكنولوجيا واستخدامها. ويطبق البرنامج في جميع الأنشطة منظوراً يراعي النوع الاجتماعي والشباب والدمج الاجتماعي.